منتدى عبدالملك العسيلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة=النملة أكلة الأسود=

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

قصة=النملة أكلة الأسود= Empty قصة=النملة أكلة الأسود=

مُساهمة  amir الأحد يونيو 15, 2008 9:19 pm

النملة آكلة الأســود !

تجمعت الحيوانات المفترسة والطيور الكواسر في ساحة الأدغال… وبدءوا يتدارسون مشكلة نقص قطعان الجواميس و الغزلان في الغابة…
- فتقدم الأسد وصاح " يجب أن نجد حلا لهذه المشكلة فنحن أسياد الأدغال ومن العار أن لا نجد قوت يومنا"…
- تقدم الضبع وقال "لم يصبنا الجفاف هذا العام…فمن أين حلت هذه المصيبة؟"…
- رد صوت رقيق لا يكاد يسمع " إنكم المتسببون في هذه الكارثة…" التفت الحيوانات إلى مصدر الصوت فإذا بها نملة صغيرة…تقبع بين ليث ضخم وفهد أسود مرعب …أردفت قائلة "إنكم تأكلون في كل وقت…تأكلون من دون جوع…تأكلون وتأكلون …وتأكلون… فكيف لا تنقرض الجواميس من أدغالنا ؟…
- التفت إليها الأسد وقال بازدراء " أظن أن هذا الاجتماع يخص آكلات اللحوم…فقط آكلات اللحوم…"
- ردت النملة " إنني لم أخطأ العنوان…فكل خطواتي يا سيدي أمدها في رأسي قبل أن أصوبها على الأرض…"
- تقدم الذئب وسط الجمع وقال هازئا " ولكن يا عزيزتي كيف لكي أن تأكلي اللحم وأنت لا تصطادين وماذا ستصطادين ! ! ! ! "
…انفجرت الحيوانات ضحكا على النملة التي بقيت شامخة وسط الوحوش…
- حرك الفهد رأسه وقال بحكمة "إنك يا عزيزتي تقتاتين على الجيفة …" كان النسر يضحك وما إن سمع كلام الفهد حتى أخفى نفسه وراء ابن عرس…
- عندها تقدم الأسد غاضبا صارخا في الوحوش " مند اليوم من ينتهي من أكل فريسته…فليتبول عليها…حتى لا يتسنى لهذه المخلوقات أن تنتسب إليتنا…نحن أسياد الأدغال…ولن نرضى بأن تلوث حشرة نسبنا العريق…
سقط هذا القول كالصاعقة على النملة…التي رفعت رأسها للسماء كأنها لم تأبه لما قاله الأسد…وبخطى واثقة تركت المكان…وحده الغراب أحس حزنها…
دخلت النملة مملكتها…وعقدت اجتماعا عاجلا …ثم جمعت النمل …وألقت خطابا قالت فيه " أيها النمل أظن أن كرامتنا قد ارتبطت بوجودنا…فقد عقدت الوحوش العهد أن تبول على بقايا فريستها لتهيننا…فماذا ترون…هل نأكل جيفة بالت عليها الوحوش ونورث الذل لأبنائنا…أم نموت جوعا…ونورث العز لهم…عندئذ صاح الجميع بعزم "…نموت جوعا…نموت جوعا…".
كان رئيس أركان النمل دون الفكين الحديدين… حزينا جدا لما أصاب قومه من مهانة…فعزم أن يخرج ليصطاد شيء يقتات عليه شعبه…سار في الأدغال حتى وجد أرنبا …فأراد أن يعضها بفكيه…ولكن هيهات…فقد حال الوبر دون ذلك…فالتفت إليه الأرنب وقال " ماذا تفعل ؟" …رد القائد والخجل يخنقه " كنت أنظف وبرك سيدي" …شكر الأرنب القائد وكافأه ببعض الحشيش الطيب…قبل القائد الهدية ثم حدث نفسه بأكل الحشيش كالأرانب لكنه لم يستطع…فمر على أرنب آخر فباعه الحشيش مقابل بعض الدود…وبعد أن أختلي به أغمض عينه وحاول أن يأكل الدود إلا أنه لم يستطع فحاول مرة ثانية…فلم يقدر…عندها لمح عصافير صغيرة …تبكي في عشها…فرق قلبه لحالها فأطعمها من طعامه…فرح الصغار كثير بالدود…وعندما عادت الأم…أخبرها الغراب ما شاهد…فأقتفت أثر القائد…وهو يسير فأغارت عليه…والرعب يملئ قلبه…ثم وضعته على ظهرها وقالت سؤقلك إلى حيث أردت…فهم القائد سلوك العصفورة…وعندما وصلا إلى مرج العزلان…أمرها أن تضعه…ثم شكرها وسار بخطى حذرة وصامتة اتجاه غزالة كانت ترعى هناك قرب البحيرة…كانت تقفز من مكان لآخر…وهو يعدو خلفها…وعندما همت للرحيل لمحتله يجري…فتوقفت ورجعت إليه وبصوت رقيق قالت " كيف أساعدك سيدي؟" فرد واضعا يديه خلف ظهره وهو يحرك رجله خجلا " لقد كنت أريد أن أخبرك بأن هناك تحت الشجرة عشب أخضر طيب المذاق…" ابتسمت الغزالة وقالت له " يالا طيبتك أيها المخلوق الصغير…اركب على ظهري لأني سأقلك حيث أردت…" …
قطع القائد الصحراء على ظهر الغزال…حتى وصلا إلى مكان يملؤه زئير الوحوش…عندها اعتذرت الغزالة من القائد…وأقفلت راجعة كالبرق…حمل القائد خطاه الثقيلة وتقدم إلى المرج…فشاهد وحوش ضخمة…لم يزر هذا المكان من قبل…فاستوقف ثعبان ضخما مارا أمامه وسأله عن المكان…فاخبره بأنها مملكة الأسود…وأنه هنا يعيش سيد الأدغال…تمتم القائد هازئا " هو سيدكم أما نحن فسادة أنفسنا"…
وبينما هو يسير وجد الكثير من جيفة الجواميس مترامية على ساحة واسعة…ففرح بالغنيمة وما أن تقدم إليها حتى أستوقفه صوت قائلا " لقد بالوا عليها…" …التفت القائد فإذا هو ابن عمه…بعد أن تبادلا العناق…أخبره بأنهم قد سمعوا بمأساتهم وأن الوحوش قد عممت قرار الملك على كل الأدغال…ولم يبقى مكان يوفر قوتهم…ازداد حزن القائد…فحمل أمتعته واستأذن بالرحيل…
وفي جوف الليل الدامس…سار يبحث عن مأوى يحميه من ليل الأدغال القارص الذي كانت أصابعه المسمومة توخز كإبر العقارب…لكنه استمر في المشي…ولم يفكر أبدا في التوقف…حتى وصل إلى كتلة ضخمة…كانت تشبه الهضبة ولا تختلف على الجبل…صعدها بعناء ودخل كهفا دامس الظلام…وما إن ولج حتى أحس دفئا غريبا…هكذا هي دائما الكهوف…تمتص منك الحزن وتغمرك بحنان عجيب…
ارتخى جسد القائد…ولأول مرة أحس برغبة في النوم…إن قائد النمل لا ينام…بل يتمدد فقط ليجدد نشاطه…إنه لا ينام…لأنه قد حكم عليه أن يسهر على حسن نوم رعيته…لكنه هذه المرة لم يستطع أن يقاوم…لقد سار عشرة أيام بالجهد…ومشى حياته كلها بوزر الحكم وأحزان الوجود…لذلك لم يستطع فتح جفونه…رغم ذلك لم ينسى دعائه الدائم…فركع على ركبتيه…ورفع يديه للسماء وقال " اللهم هو الوحوش…ونحن كما نحن…اللهم جعلت لهم أنيابا ومخالبا يصطادون بها…وهانحن من دون لقمة تحفظ وجهونا قبل وجودنا…فقل نسفك على لساننا…وأجعل لنا من القوة ما يضمن لنا البقاء يا ربنا…"…ثم وضع رأسه على الأرض ونام بحزن عميق…فجأة سمع تحت الأرض خريرا…فأستيقظ قائلا…لعله ماء عذب وأنا لم أشرب مند 3 أيام…فرفع فكه القوى ثم انهال على الأرضية بكل قوته…حتى انفجر ينوع عزيز…فطفق يشرب ويشرب…لكنه ماء حلو المذاق…وعندما لعق فكه أكل بقايا ما التصق بالأرض…فإذا بها حلوة المذاق أيضا…فبدأ يأكل ويأكل…وهو يحدث نفسه قائلا " ربما قد مت وبعثت إلى النعيم الأبدي…ثم نام وهو مبتسم…
عندما استيقظ سمع أصوات غريبة…ونور ينبعث من فتحة الكهف…فأطل ليجد جمع مرعب من الوحوش تحملق فيه…نظر إليهم بحقد…ومسح فكيه الأحمرين…ثم كلم نفسه قائلا " أظنه آخر أيامي…فقد أصبحت الأسود تأكل النمل…ولكني سأموت على ساحة القتال…"…كانت الأسود تهمس لبعضها " إنه هو…إنه القاتل…"…عندها صاح القائد " سنموت أعزاء على ساحة الشرف "…فاهتزت الوحوش …وصائح صائح " يا قوم انجوا بجلودكم…" فرت الأسود صارخة في كل الاتجاهات ….وقد أخبرني الغراب أنه لم يسمع بكاء الأسود إلا ذلك اليوم…
لم يكن القائد يفهم ما يحدث…فتسمر نظره برهة ثم حك رأسه غير مكترث… وهم للتبول فصعد صخرة سوداء تقع بين كهفين ينبت في أسفلهما نبات أصفر…وعلى الحجر بدأ يتبول…عندما التفت رأى الحيوانات تنظر إليه متعجبة…فاستدار خجلا…ثم صاح فيهم " ألا يستطيع المرء أن يقضي حاجته براحة في هذه الأدغال" ولم ينهي كلامه حتى فرت كل الحيوانات مرعوبة في كل الاتجاهات…زاد عجب القائد من أمر هذا اليوم…إلا أنه لم تكترث فلا يمكن فهم كل شيء في الوجود…رجع القائد إلى المغارة حزم أمتعته…وهم للخروج…فنزل من ذلك الجبل…وقفل راجعا إلى قومه …ثم تذكر أن يعين الكهف بعلامة حتى يسهل عليه الرجوع بقومه إليه …وما إن التفت خلفه حتى سقطت أمتعته من يده…لقد شاهد جثة أسدا ضخما…صريعا على الأرض والدم يتدفق من أدنه…
أخبرني البوم أنه مند ذلك اليوم…أصبحت الأسود تقدم لهذا النمل أقوى وأضخم أسد مقابل أن تنعم بالأمن من بطشها…كما أطلق على هذا النمل – إجلالا- بالنمل آكل الأسود…

amir

المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 08/06/2008
العمر : 40

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة=النملة أكلة الأسود= Empty رد: قصة=النملة أكلة الأسود=

مُساهمة  نبع الحنان الإثنين يونيو 16, 2008 6:44 pm

مشكور يا أمير
حقيقة قصة جميلة جدا
تبين ان الله ينصر المظلوم
وقد قال الشاعر :
إن البعوضة تدمي مقلة الأسد
يعطيك ألف عافية على هذه المشاركات الرائعة
ونحن متشوقون الى جديدك
ولا تنسانا من عطاء قلمك
نبع الحنان
نبع الحنان
مـــــــدير عـــــــــــــــام
مـــــــدير عـــــــــــــــام

المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 08/06/2008
العمر : 35
الموقع : osili.own0.com

https://osili.own0.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى